الأربعاء، 17 يونيو 2009

الشاعرات .. جمع تكسير

كثر الحديث عن الشاعرات ولم تخلو سنة إلا وكانت مثارَ جدل ٍ كبير وكل كاتب يدلي بدلوه بين الدلاء ، لم تخلو سنة إلا وكان لبعض الكتـّاب هداهم الله دور في تقريع المرأة الشاعره وتجريدها من مسمى (شاعره) بكل ما أوتي من حبر ٍ ودفاتر .. في اعتقادي أنها الحلقة الأضعف بيننا ولذلك تكون عرضة لمثل تلك الإنتقادات .. تقوم الدنيا وتقعد حين يقرأ البعض أن شاعرة ما ستشارك في أمسية أو مسابقة خارجيه لتبدأ مرحلة جديدة من الإنتقادات اللاذعه والإتهامات الغير مبرره وأول تلك التهم (الشاعرات يكتب لهن ولدينا الأدله) هكذا يعتقد البعض أن كل ما يكتب أو ما يصرح به يصدقه القراء مباشرة وبذلك يشفي غليله بجرة قلم ، حسنا .. دعنا نجزم أن ما قيل فيه من المصداقية الشيئ الكثير ونضع سؤالا بسيطـًا جدًا .. أين تلك الأدله ؟ ولماذا تكون الأقوال دون أفعال؟ ما أنا متأكد منه أنه في كل القوانين الجزائيه التي وضعها المُشرع هناك بندان رئيسيان هما(المتهم بريئ حتى تثبت إدانته)(البيّنة على من ادعى واليمين على من أنكر) إلا أنه وحتى اليوم لا إدانة ببرهان ولابيّنة داغمه .. أنا ككثير من الشعراء يتمنى أن يطـّلع على تلك الأدله ليقطع الشك باليقين ، ولكن(نار لو نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في الرمادي) فما نقرأه أو نسمعه حتى يومنا هذا لم يتعدى الحديث أو الكتابه ، وتضخيم الأشياء الصغيره أو تقزيم الكبيره بأسلوب إعلامي يُصور فيها للقارئ أو المشاهد أوالمستمع أنها حقيقة لامِرية فيها لكن الواقع خال ٍ تماما من الإتيان بالبراهين القطعيه التي تدل على أن (الشاعر فلان يكتب للشاعره علانه) والغريب في الأمر أن الشاعر لايُشار اليه حتى بمجرد الإشاره في مجمل الأحاديث أو المقالات ما عدى القفز ( فوق التل الصغير) لأنها لاحول لها ولا قوة إلا الصمت وتقبل ما يثار بهدوء والمضي قدمًا بواقع يراه الجميع أنها شاعرة حقيقه شاء من شاء أو أبى من أبى ، سبحان الله الشعر النسائي عندنا يكاد يكون (غريب الوجه واليد واللسان) .. في الدول الأخرى لايستحون من فضح تلك الظواهر في وسائل الإعلام وأعنى الشاعرات التي يكتب لهن والشاعر الذي يقف وراء تلك الفئه وبالإثبات القاطع للقضاء على ظاهرة الصعود على أكتاف الغير ولتكون المستشعرة المتسلقه عبرة لمن تفكر أن تتجرأ دخول مجال ليست بأهله ، وفي المقابل لايخجلون من الإحتفاء بنجومية شاعرة ما بل على العكس تـُفَرد لها المساحات الكبيرة في الصحف والمجلات والفضائيات ويتفاخر أخوانها الشعراء بولادة نجمة جديده تمثل واجهة الوطن .. أعتقد أنه آن الأوان لقول كلمة الحق بدل الإنجراف وراء القيل والقال ونكون طرفـًأ في ترويج إدعاءات الغير(واقتراف ذنب دون أدله) .. وأعتقد أيضا أن الخنساء لو عاشت في عصر أولئك المنظـّرين لقيل عنها أنها مستشعره وما ظهرت إلا بقوة فلان من الناس ، كلنا مع من يأتي بالبراهين أما عداه فلا يتعدى كونه تصفية حسابات أو غِيره.. دعوها تشق طريقها نحو التألق والنجوميه فهي لا تطالب بأكثر من حقها في الوصول الى شرف تمثيل بلدها .. أنا مع الشاعـر الذي يقول ( كونوا رجالا .. كي يكن نساءَ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق